close
منوعات

قصة وفاء ونية طيبة

­­ ­

كانت الأرض شاسعة والعقارات حولها باهظة الثمن وموقعها جعل قيمتها السوقية تقارب ثلاثة ملايين ريال سعودي.
باع الشاب الأرض وعاد إلى أصدقائه ليس فخورا بالمال بل بما فعله من عمل خير مع تلك العجوز.
العبرة من القصة النية الصادقة لا تضيع.. ومكافأة السماء لا تتوقع
في خضم هذه القصة التي تبدو بسيطة من ظاهرها تتجلى عبرة عميقة لا يدركها إلا أصحاب القلوب اليقظة أن النية الخالصة لوجه الله كفيلة بأن تقلب الموازين وتفتح للعبد أبواب رزق لا تخطر له على بال.
هذا الشاب لم يكن ثريا ولا صاحب منصب ولم يكن يسعى إلى شهرة أو مكسب مادي لكنه سمع
أمنية امرأة مسنة لا تملك شيئا سوى قلبها فقرر أن يستخدم ما بيده من إمكانيات ليحقق لها حلمها. لم يقل ما شأني ولم يتهرب من المسؤولية

بل حمل أمنيتها في قلبه وسعى لتحقيقها بنية صادقة خالصة فكانت النتيجة فوق التوقعات.
عمل الخير في زمننا هذا قد يبدو غريبا خاصة إذا لم يكن من ورائه مقابل مادي لكن هذا الشاب علمنا درسا لا ينسى أن تفعل الخير دون انتظار المقابل لأن المقابل الحقيقي يأتي من رب العالمين وهو أعلم بمن يستحق ويجزي بالإحسان إحسانا مضاعفا.
تخيل فقط أن زواجا شريفا بنية المساعدة فتح له بابا لم يكن يحلم به ورقة صغيرة تحمل صك أرض في موقع استراتيجي على شاطئ البحر في جدة! هذا ليس مجرد مكافأة بل هو رسالة من الله تقول أحسنت.. فخذ أكثر مما تستحق في عرف البشر لكن بما تستحق في ميزان السماء.
لماذا كانت هذه العجوز سببا في تغيير حياة هذا الشاب
لأنها كانت صاحبة دعاء صادق ونية طيبة لا تؤذي أحدا وكان
ما تريده ليس مالا ولا دنيا بل الوقوف في بيت الله الحرام والدعاء بين الركن والمقام. وسعى هذا الشاب ليحقق لها هذا الحلم العظيم فأكرمه الله بأعظم استثمار في الدنيا والآخرة
في الدنيا صك أرض على البحر يساوي ملايين الريالات في موقع لا يحلم به أحد بسهولة.
وفي الآخرة أجر من عند الله لا يقارن لأن من أدخل السرور على قلب مسلم فله في كل لحظة فرح له أجر فما بالك بمن حقق أمنية العمرة والحج!
دروس حياتية من القصة
افعل الخير دون أن تنتظر الجزاء من الناس فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
النية الصادقة أعظم من الفعل أحيانا وقد تكون مفتاحا لبركة العمر.
كفالة الأرامل والمحتاجين لا تقتصر على المال بل تتجلى في المبادرات الإنسانية النبيلة.
العقارات والاستثمارات الكبرى قد تأتيك
من طريق لم تحسب له حسابا… فقط كن أهلا للثقة الربانية.
قصص مؤثرة واقعية كهذه تعلمنا أن مكافأة السماء ليست دائما مالا لكنها قد تكون راحة بال ورضى رب ومكانة في القلوب.
الوفاء بالعهد لا يقدر بثمن وقد يصبح طريقك إلى النجاح حتى إن غاب عنك الجميع.
رسالة القصة لكل من يقرأها
قد تمشي في طريق الخير ولا تلقى تصفيقا ولا شكرا من أحد لكن ثق تماما أن خطواتك تلك تسجل في ميزان لا ينسى. وأن مفاجأة القدر الجميلة قد تأتيك من حيث لا تدري تماما كما حدث مع هذا الطالب الذي ظن أن قصته مع العجوز انتهت فإذا بها بداية جديدة لرحلة من الخير والرزق والبركة.
إن أفضل ما نغرسه في هذه الحياة هو
نية طيبة ويد تمتد بالخير وقلب لا يحمل إلا حبا للناس.
فمن يزرع المعروف يحصد البركة
ومن يعطي دون مقابل يعطى فوق ما يتوقع.

الصفحة السابقة 1 2 3 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى