❀قصة اللذة والسرور في فعل الخير لا في أذى الغير❀
وأخذ التاجر ليخاطبهم قائلاً : إخواني وأحبابي ، إن السمك الذي وعدتكم بإحضاره غال جدًا ، حتى بلغ ثمنه في هذه السنة ثلاث مرات مما كنت أظن ، وتباع السمكة الواحدة بعشرين فرنكًا .
مشاركة الإحسان :
فخطر في بالي أنه يوجد في هذه البلدة رجل مريض فقير ، هو وعائلته في حالة بؤس شديد ، وأن المبلغ الذي يصرف في تهيئة صحن السمك يكفي النفقة على هذه العائلة المسكينة مدة ستة أشهر ، فإن رغبتم في إحضار السمك ، فإني مستعد لشرائه ، وتقديمه إليكم على جناح السرعة ، وإن رضيتم بأن أعطى ثمنه لتلك العائلة البائسة ، فتشاركونني في الإحسان إليها ، وإني أستعيض هذا السمك بسمك آخر ، أقل ثمنا منه ، ولكن لا يقل لذة عنه .
المحسن الكريم وسرور الفقراء :
فجميع المدعوين استصوبوا رأي هذا الرجل ، المحسن الكريم ، وقام كل واحد منهم وأضاف قطعة ذهبية إلى تلك القطع التي كانت في الصحف ، فنجت العائلة البائسة ، مما كانت فيه من الجوع والفقر ، وشعر المدعوون بلذة وسرور ، تام ، خير من لذة الطعام .. ولقد صدق من قال : عوضًا من أن تبذر مالك في المآكل اللذيذة ، أسعف به الفقراء والمحتاجين ، لتكتب في عداد المحسنين ، وتنال الفوز والنصر من رب العالمين .
آيات الذكر الحكيم عن لذة وسرور المحسنين :
وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم : (وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ) صدق الله العظيم .. الآية 77 من سورة القصص ، وقال تعالى أيضًا ، في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم : (نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) صدق الله العظيم .. الآية 56، 57 من سورة يوسف ..